كلمة مدير الكليَّة

كلمة مدير الكليَّة

عليكم ألف سلام ولكم ألف ألف تحيّة

العلم قوّ ة وأنتم أصحابها، والمعلومة أساس العلم والفهم عماد المعلومة والاستقراء والاستنباط مسارها والبناء على الاستنتاج هو ذروة الرجاء من العلم ومنه تنبثق الهندسة.

أحباءنا رواد المستقبل الزّاهر:

لقد زوّدناكم بأفضل العلم وهذّبناكم على أكمل الخصال، وأنشأناكم على روح العيش المشترك، وزرعنا فيكم بذور حبّ المعرفة، والبحث عن الحقيقة العلميّة، وتقصّي المعلومة بتفاصيلها، وتحدّي ما وراء المعلومة بكلّ ما أوتيتم من همّة، وعلّمناكم بناء الأسئلة الصّحيحة في مكانها قبل بناء الإجابات الوافية عنها. كلّ هذا لكي تفتحوا أبواب الجامعات أمامكم على مصراعيها دون تردّد يذكر فتكونوا روّاد المستقبل ورائداته وعنوانًا يحتذى لكلّ ما يرجوه منّا هذا القرن الواحد والعشرين من مزايا وميزات تجعلكم أسيادًا وسيّدات في عالم متطوّر يعشق المنافسة ويتنفّسها.

بناتنا وأبناءنا الخرّيجين:

إنّ كلّيتنا تفتخر بكم بكلّ المقاييس: علميّة، أخلاقيّة، اجتماعيّة، وطنيّة، وترى فيكم الأمل المضيء في مسيرة حياة شعبنا. نجحت الكلّيّة على مرّ العقود باجتذاب الطّلائعيّين من أبناء شعبنا إلى صفوفها: فلدينا اليوم طلّاب وطالبات من واحد وأربعين بلدًا ما بين مدينة وقرية من الجليل والمثلّث والنّقب يرتادون صفوفها: فإلى جانب الفحماويّ يجلس الحيفاويّ وإلى جانب ابنة عبلّين تجلس ابنة عرعرة وإلى جانب العكّيّ يجلس الشّفاعمريّ وأعتذر من الّذين لم أذكرهم، فأنتم باقة ورد من حديقة شعبنا الغنّاء الخلّاقة تعدّدت ألوانها وعطورها ولكلّ وردة منها جمالها الخاصّ والفائق وما أسعدنا بروعة هذا الابداع.

خرّيجاتنا وخرّيجينا الأعزّاء:

إنّنا لو نظرنا إلى مجسّم خارطة العالم – الجلوبوس – فإنّنا ننظر إليه بمنتهى الرّاحة وعظيم الاكتفاء، وذلك ليس بسبب كثرة البحار والمحيطات عليه ولا بسبب قارّاته الخمس ولا بسبب التّضاريس والأجواء ولكن لسبب أبسط وأهمّ من ذلك كلّه في آن واحد: انّ سبب فخرنا وراحتنا وشعورنا بالاكتفاء هو أنّ لدينا في كلّ قارة من القارّات وفي كلّ دولة من الدّول ممثّلين لمدرستنا من خرّيجيها على مرّ عقودها السّبعة، وجميعهم خرّيجون وخرّيجات سابقوا عنان السّماء بطموحهم وآمنوا عميق الايمان بطاقاتهم وأطلقوا سراح مواهبهم لتسمو بهم إلى أعالي الإنجازات في كلّ مضمار ولجوا إليه. وأنتم أيّها الخرّيجون والخرّيجات لا تختلفون عن الأفواج السّتّة والسّتّين الّتي سبقتكم بشيء سوى الزّمن، وعليه فإنّ الأمل معقود عليكم أن تستمرّوا في رفع علم الكلّيّة عاليًا خفّاقًا، بكلّ الميزات والصّفات الّتي نشأتم عليها فانطلقوا إلى كلّ موقع يأخذكم طموحكم إليه والنّجاح حليفكم.

أبناءنا وبناتنا الخرّيجين:

لقد فقدت عائلة الكلّيّة الأرثوذكسيّة في الفترة الأخيرة ثلاثة من أعلام هيئتها التّدريسيّة هم الأستاذ حنّا أبو حنّا، والأستاذ جريس خوري، والأستاذة سلمى الماضي.

فالأستاذ جريس خوري علّم في الكلّيّة موضوع اللّغة العربيّة وكان مقدامًا في مجاله، والمعلّمة سلمى الماضي علّمت الّلغة الإنجليزية في الكلّيّة على طول خمسين عامًا، والأستاذ حنّا أبو حنّا علّم الّلغة العربيّة وكان المدير الثّالث للكلّيّة وترك لنا إرثًا وأثرًا أدبيّا وشعريّا وتربويّا قلّ مثله، فلهم جميعًا الرّحمة، ونعدهم أنّنا على الدّرب سائرون.

أحبّاءنا الخرّيجات والخرّيجين:

أمران أريد أن، أوصيكما بهما: أهلكم وشعبكم. فأهلكم هم المربّي الأوّل والأخير لكم وهم أصحاب الفضل على تنشئتكم قبل أيّ مدرسة، فهم الّذين سهروا عليكم صغارًا وداعبوكم أحداثًا ومسحوا دموعكم في كلّ الحالات: في الحزن وفي الفرح وها هم يقفون اليوم معكم فاحفظوا لهم كلّ اجلال واحترام على مرّ الدّهور.

وشعبكم أيّها الأحبّاء هو أهلكم الموسّعون هو انتماؤكم إلى العائلة الفلسطينيّة العربيّة الكبيرة، بكلّ ميزاتها ومزاياها. إنّكم ولو وصلتم إلى أبعد جوانب مجسّم الأرض فعليكم أن تتذكّروا انتماءكم العربيّ الفلسطينيّ وتفتخروا به وتمنعوا أحدًا أيًّا كان من أن يمسّ أو يتعرّض له بسوء، فسيروا إلى الأعالي والّله يرعاكم.